تأسيس الدير :-
عندما تنيح الأنبا بموا ، سنة 374م , انفصل الأنبا بيشـــوى عن زميلة الأنبا يحنس القصير حسب أمر الملاك ، و الــــذي أشار على الأنبا يحنس القصير ان يظل ساكنـــــــا في الموضــــع الذي غرس فية شجرة الطاعة . كما أشــــــار الملاك على الأنـبا بيشوى ان يسكن على بعد ميلين من جهة الغرب .
و لقد أطاع القديس الأنبا بيشوى، و سكن في مغارة علــــــى صخرة غالبا ما تكون هي مغارتة حاليا و الكائنة بديـــــــــــر السريان . و قد ظل بها مدة ثلاث سنوات لم ير وجه إنســـان حتى ذاع صيته ، وتكرر ظهورالرب له . واشتهر بروحانيتـه و معجزاتة ، فأتى إلية الكثيرون ، وحدثهم عن الحيـــــــــــاة الرهبانية ، و ألبسهم الاسكيم الرهبانى ، فسكنوا حولــــــــه، و علمهم مخافة الله . هكذا كان القديس أول من سكــــــــــــن المغارة سنه 374م ، و ظل بها ثلاث سنوات ، و على يديــة تم تأسيس الكنيسة الرابعة في الاسقيط .
بعد ذلك بسنوات قليلة ، و حسب اعتقاد المؤرخين بطلـــــــر وايفلين وايت ، تأسست الكنيسة حوالي 384م ، و ذلــك لان يوحنا كاسيان عند زيارته لبرية شيهيت سنه 385م ، ذكـــر شاهد أربع كنائس للتجمعات الرهبنية الأربعة .
و لقد تأسس دير الأنبا بيشوى ،و كذلك أيضا دير السريــــان على صخرة مرتفعة نسبيا عن باقي الوادي .
و السبب في اختيار صخرة مرتفعة لإنشاء الدير هو حمايـــة مبانية من تأثير المياة الجوفية .
وعلى مر العصور ، صار دير الأنبا بيشوى ديرا عظيمــــا ، و قد شهد المقريزى ، في القرن الخامس عشر ، بعظمـــــــة ديــــر الأنبا بيشوى ، في كتابة ((الخطط)) ، قائــــــلا
دير بوشاى " الأنبا بيشوى " هو دير عظيم عند الاقباط من اجل ان بوشار هذا من الرهبان الذين في عظمة مكاريـــــــــــوس و يحنس القصير ، و هو دير كبير جدا.
وصـــــف الديـــــــر :-
هناك أربعة أديرة بمصر تسمى باسم الأنبا بيشوى و هـــــم :
1- ديره الكائن بوادي النطرون ، و الذي اسســـــــــة بنفسة حسب وعد المسيح له .
2- دير الأنبا بيشوى بقرية دير البرشا ناحية ملــــوي ، و هو الذي اسسة القديس الأنبا بيشوى بعد رحيلـــــة مــن الاسقيط إلى هناك اثنا الهجوم الأول على الديــــــر فــــــــي الاسقيط حوالي سنه 407م ، و عاش فيـــــــه عشر سنوات إلى ان تنيح .ثم جمع الأنبا اثنــــــاسيوس أسقف انصنـــــــا جسد الأنبا بيشوى مع جسد صديقـــه الروحي الأنبا بــولا الطموهى ، و دفنهما في هذا الديــر ، إلى ان تم نقلهمـــا في عهد البابا الأنبا يوســاب الأول ، في القرن التاســـــع الميلادي ، إلى ديره الاصلــــــــى بوادي النطرون .
3- دير الأنبا بيشوى او بيشاى بقرب سوهــــــــــاج ، و المسمى بالدير الأحمر لأنه مبنى من الطوب الأحمر ، وتمييزا له عن الدير الأبيض " دير الأنبا شنودة رئيس المتوحدين " المبنى من الحجارة البيضاء . وهناك رأى يقول ان صاحب هذا الدير هو الأنبا بيشـاى الذي من اخميم و ليس الأنبا بيشوى الاسقيطـــــــــــى . و رأى أخر يقول ان الذي أسسه هو الأنبا بيجول خـــال الأنبا شنودة رئيس المتوحدين . لكن الأرجح ان هذا هو للأنبا بيشوى الاسقيطى ، لان الاحتفال السنوي بهـــــذا الدير حسب التقليد الذي ما زال ساريا هناك ، هو يـــوم 15 يوليو ، و هو عيد نياحة الأنبا بيشوى الاسقيطى .
4- دير الأنبا بيشوى المعروف بدير القديسين بمحاجــــــر الطرد شرقي ارمنت ، و لكن الأنبا بيشوى صاحب هــــــذا الدير هو غير الأنبا بيشوى الاسقيطى ، بل هو قديس أخـر بنفس الاسم "بيشوى" عاش في القرن السادس الميلادي ، و عيد نياحتة في 25 كيهك . وهذا الدير يضم جســـــدى القديسين بيشاى و بطرس إلى الآن .
مساحة الدير :-
تبلغ مساحة دير الأنبا بيشوى حوالي فدانين و ستة عشـر قيراطا و أربعة عشر سهما(اى 11300متــــــــــرا مربعا) ، وطول السور من الشمال إلى الجنــــــــــــــــــوب 116 متـــــــــرا ، ومـــن الشرق إلى الغرب 95 متــــرا . و الأسوار التي تضم هــــذه المساحة ، أســــــــــــــــــوار ضخمـــــــة و مرتفعة ، ومشيدة منـذ القــرن التاســـــــــع 0 و ليس للديــر سوى مدخل واحـــــــد ( مــــــــــــــــازال مستعملا ) ، و هذا المدخــــــــل ضيـــــق منخــــــــــــفض فارتفاعــــــه لا يزيد عن متر واحد و عرضه ثلثا متر .
الحـــــــــــصن :-
بدأت فكرة الحصون بالأديرة القبطية ، و خاصـــــــــة وأدى النطرون ،منذ القرن الخامس الميلادي ، للاحتمـــاء داخلها من هجمات البربر .
و أول من بنى الحصون في الأديرة هو الإمبراطور زينون ( توفى عام 491م ) ؛ و حصن دير الأنبا بيشوى هو اكبر و امتن الحصون في مصر كلها . و الوضع الحالــــــــــــى للحصن : مربع 20*20 متر ، وسمك حوائطه حوالــــــى مترين ، ومبنى من الحجر الصلد ، وبه نوافذ للتهويـــــــة و الإنارة في أعلى حوائط كل طابق .
و توجد في الدور الارضى منه ثلاث حجرات ، وهــــــــــى حجرات مزدوجة واحدة من داخل الأخرى .
و إلى اليمين الداخل من السلم إلى الممر ، توجــــــــــــــــد أولا حجرة البئر و عمقة حوالي 18 مترا .
اما الطابق الثاني من الحصن ، و في ثلثي المساحة مــــن الشرق ، تقع كنيسة السيدة العذراء بهياكلها الثلاثــــة ، و التي أعيد افتتاحها في عهد قداسة البابا شنودة الثالث عام 1986م .
اما الطابق الثالث فقد تهدم ، ولم يتبق منه سوى كنيســــة الملاك ميخائيل ، و التي اهتم بترميمها المعلم ابراهيـــــــم الجوهري عام 1782م .
كما هو مدون بأعلى هيكلها ، و أيضا رممها بعد ذلــــــــك الأنبا يؤانس التاسع عشر عام 1935م.
المكتـــــــــبة :-
نقلت المكتبة في السبعينيات إلى مبنى خاص بهـــــا فـي الدور الارضى من القصر الجديد ، في الحجرة القبليـة ، ثم نقلت بعد ذلك إلى الحجرة الكائنة فوق المضيفــــــــــة الملاصقـة للسور البحري ؛ حتى تم أنشاء مكتبة ضخمـــة في عهــــــد قداسة البابا شنودة الثالث ، إليها المكتبة عام 1988م .
القصــــــــر القديم :-
شيدة القمص بطرس رئيس الدير المتوفى عــــــــام 1927م ، و كان مكون من طابق واحد ، و يقع شمـــــال الكنيسة لاستقبال الضيوف ، و لكنه تهدم . و عند إزالــــة الأنقاض في السبعينيات ، اكتشف بئر الشهداء أسفلة . وقد شيد قداسة البابا شنودة الثالث بدلا منه القصـــــــــــر الحالـــــــى المكون من أربعة طوابق و منارة عاليـــــــة و خزان المياه .
بئــــــــــــر الشهداء :-
وهي البئر الأصلية التي كانت تستخدم منذ عهـــــــد الأنبا بيشوى ، و فيها غسل البربر سيوفهم من دمــــــــاء الشهداء الذين قتلوهم بدير شيهيت ، و عمقه حوالـــــــــي 12 مترا ، و مازال به ماء ، و ماؤه عذب ، و أصبــــــــح مـــــــــن ضمن المعالم التاريخية و الأثرية بالدير .
مجمع كنائــــــس الدير :-
بجانب كنيسة القديس أبى سيفين الجاري ترميمهــا و كنيسة العذراء و كنيسة الملاك ميخائيل الكائنة بالحصن القديم ، توجد أربع كنائس اخرى ، وهى :
كنيسة الأنبا بيشوى ، و بداخلها من الناحية البحريـــــــــة ( الخورس الأول ) كنيسة السيدة العذراء و الأنبا بنياميـن ، و من الناحية الجنوبية كنيسة القديس ابسخيرون ، ومن الجهة الغربية الجنوبية توجد كنيسة مار جرجس .
و هناك رأيان بخصوص هذا التجمع للكنائس
1- الأول يقول ان جميع هذه الكنائس بمساحتهــا الضخمة ، كانت كنيسة واحدة بخمسة هيـــــــــاكل ، فــــي العصور الأولى ، تتسع لمئات من الرهبان القاطنين بالدير . ولما اخذ عدد الرهبان يقل بعد القرن السابع الميلادي ، و نتيجة لهجمات البربر تهدمت ؛لذلك قسمت عنـد ترميمها إلى الكنائس الحالية .
2- و الراى الثاني هو ان الكنيسة الأصلية هــــي فقط كنيسة الأنبا بيشوى بهياكلها الثلاثة الحالية ، ثــــــــم أضيفت إليها كنيسة السيدة العذراء و البابا بنيامين مـــــن الجهة البحرية و كنيسة ابسخيرون من الجهة القبليــــــــة ، لتكونا معا بشكل صليب . اما المخزن الجنوبي الغربــــي ، فيعتقد انه المعمودية . و قد ذكر بطلر ان الهياكــــــــل و المباني الرئيسية في الكنيسة الحالية أنشئت منذ القـــــرن السادس و السابع الميلادي ( فوق الكنيسة الأصلية التـي من القرن الرابع الميلادي ) . وهناك إضافات كثيرة حدثت في العصر الفاطمي خلال القرنين الحادي عشر و الثانــــي عشر.
وجسد البابا بنيامين الثاني الـ82 مدفون في مقبرة فـي الركن الجنوبي الغربي من كنيسة الأنبا بيشوى ، بعـــد ان تنيح في يناير 1339م ، و دفن في دير شهران بطـــــره، وهو الدير الذي كان راهبا فيه ، ثم احضر جسده إلى ديــر الأنبا بيشوى بوادي النطرون بناء على وصيته .
ولولا هذا البابا الذي أرشده الله لترميم دير الأنبا بيشـــوى ، لكان الدير تحول إلى إطلال ، مثل الأديرة الأخرى التـــي هاجمها النمل الأبيض و هجرها الرهبان و تحولت إلــــــى إطلال ،كدير الأنبا يحنس القصير و الأنبا يحنس كامـــــا و دير الأرض و دير ابانوب ودير مار اليأس......... وغيرها مما لا تزال إطلالها موجودة حتى الآن .
المائـــــدة الأثـرية :-
تقع المائدة الأثرية غرب كنيسة الأنبا بيشوى ، ويفصلها عنها ممر . و المائدة عبارة عن صالة عرضها 4.5متـــر بطول غير متجانسا يتراوح ما بين 26.6 ،27.5 متر ،و في نهاية الجهة البحرية من المائدة توجد حجرة مريعـــــة تفتح على المائدة بواسطة باب .
اما عن تاريخ أنشاء المائدة ، فيعتقد إنها من القرنيــــــــن الحادي عشر و الثاني عشر ، لان طولها مماثل لعـــــرض كنيسة الأنبا بيشوى ، و الملحقات التي أضيفت إليها فـــي القرنين الحادي عشـــــر و الثاني عشــــــــر ، وكذلك مثل كنيســـة مار جرجس و المخزن . ولو إنها أنشئت قبل ذلك لكــــــان طولها بعرض الكنيسة الأصلية :كنيســــــة الأنبا بيــــــــشوى المقامة من القرن التاسع .
ياريت يكون عجبكم الموضوع
صلوا لأجلى
مايكل أيمن